عن المعلومات و فروعها في العالم العربي

اشارك اليوم في اطلاق كتيب وفيلم عن استخدام المعلومات - خاصة عبر الوسائل التقنية الحديثة - في العمل المطلبي والمناداة. الكتيب والفيلم يعرضان لخبرات العديد من الناشطين والناشطات في العالم ونسبة جيدة منهم تعمل على قضايا خاصة بالبلدان العربية، كالتعذيب في مصر، حرية التعبير في تونس، والنزاع مع اسرائيل من لبنان. الاطلاق يتم اليوم في لندن، لكن بيروت ايضاً على موعد لاطلاق الكتيب والفيلم الذي ترجم الى العربية في ١٢\١٢.

اكتب هذا اليوم حتي اتمكن من توصيف العقبات في اللقاء هذا المساء، وربما ايضاً للتأمل في استخدام المعلومة في عملنا كناشطين، علّنا نطالب حكوماتنا بالمزيد منها، وربما لأسمع منكم ما يمكن ان يضيف على مساهمتي اليوم. وللحديث تتمة ان اردت الخوض في جانب النشاط في باستخدام الوسائل التقنية، والحديث عن حال الانترنت في لبنان مثلاً، او خدمات الهاتف الخليوي وتكلفته.

ما الذي اضيفه الى لقاء اليوم؟ ماذ ا اقول لهم عن كيف وظفنا المعلومات في عملنا المطلبي؟ في اوقات الحرب.. طبعاً، في انتهاكات بلداننا لحقوق الانسان، احياناً (مع تعريض العديد ممن فعل ذلك حياته للخطر). لكن حين ابحث عن التغيير بمعناه طويل الأمد، ذلك الذي يغير بنى انظمتنا السياسية، ويؤسس لعلاقة لنا مختلفة مع السلطة، اتساؤل حكماً عن علاقتا بالمعلومات، وبمفاهيم مثل حرية الوصول الى المعلومات التي تشكل جزء اساسي من المشاركة في الحكم.

لا اضيف جديداً ان قلت ان  حكوماتنا بالأغلب لا تشاركنا المعلومات، حول عملها، كيف تصرفت بميزانيتها، كيفية اجراء معاملاتنا، ولا تقوم بنشر المعلومات الأساسية التي قد نحتاجها في حياتنا اليومية (مع بعض الاستثنائات طبعاً، منها تفاصيل الانتخابات النيابية الأخيرة) وفيما يلي بعض الامثلة من حياتي انا اليومية:

١. في بيروت شبكة للنقل العام، تسير الفانات والباصات فيها بحسب خطوط منظمة مسبقاً، ولكن خريطة هذه الخطوط، واوقات وصول الباصات غير متوفرة. اعرف ان خريطة للباصات طُبعت وتوفرت للبعض من حوالي ست سنوات، لكنها غير متوافرة اليوم .. لماذا لا يمكننا ايجاد هذه الخريطة على موقع وزارة المواصلات مثلاً، او داخل الباصات؟ لو اردت اليوم الوصول من الأشرفية الى برج البراجنة، كيف اعرف اي خط من خطوط الباص هو الأفضل؟ طبعاً، يمكنني او سؤال صديق متمرس بالتنقل في وسائل النقل العام، او احد سائقي الباصات (وارجو ممن مازال بحوزته نسخة عن تلك الخريطة توفير نسخة منها على موقع الكتروني ما).

٢. الضريبة البلدية: دفعت العام الماضي حوالي ال ٨٠٠ الف ليرة لبنانية ضريبة لبلدية بيروت على القيمة التأجيرية، مَن مِن المقيمين في بيروت يعرف كيف يتم حساب الضريبة البلدية، والتي يدفعها الجزء الكبر منا سنوياً؟ كيف يتم استخدام هذا المبلغ؟ موقع بلدية بيروت الالكتروني يقدم الكثير من المعلومات، التي يعرضها بأقل الوسائل جاذبية وبالكثير من المشاكل التقنية، ولكنه لا يجيب على الاسئلة اعلاه. الانتخابات البلدية على الابواب (ربما، ان توافق الزعماء)، ولكن، هل من وسيلة لنا لمعرفة ماذا انجز فعلاً المجلس البلدي لنحاسبه او نكافئه؟

٣. كنت قد تقدمت هذا الصيف الي وزارة الثقافة بطلب تمويل فيلم. في الوزارة، صندوق للسينما يمكن لأي مخرج او مخرجة التقدم منه بطلب تمويل (وهو امر رائع، رغم ان ما يمكن الصول عليه من تمويل لا يتعدي العشرة آلاف دولار). الطلب متوافر على الموقع، لكن دون تحديد مهلة نهائية لتقديم الطلبات (رغم وجود مهلة ان تأخرت عنها تم تأجيل طلبك للعام القادم)، لا تفاصيل عن طريقة اختيار الفائزين بالمنحة، وطبعاً لا اعلان حين يتم تقديم المنح عن الفائزين واسباب اختيارهم، فتسهل دون شك المحاصصة او الواسطة دون قدرتنا على اكتشافها او نقدها.

هذا ما بتعلق بالحاضر (وانا لم اتطرق حتى للمعلومات التي قد تكون مغلوطة، مثل امكانية ان  يتسبب انفجار اطار بمقتل ثلاثة اشخاص) ، وان اخترت ان اتعمق لتكلمت عن عدم وجود ارشيف وطني، فلا معلومات لذاكرتنا، او عن المستقبل، وفيه عدم اشراكنا بالمعلومات عن الخطط المستقبلية (هل نعرف متي تنتهي اشغال البنى التحتية في بيروت؟)، ولم اطلب بعد مشاركتنا في اخذ القرار حولها.

وطبعاً، ليس منطق تغييب المعلومة حصراً بالدولة، فهو حاضرٌ في اماكن عملنا (هل هناك سلم للرواتب واضح في كل المؤسسات التي نعمل او عملنا فيها)، وهو جزء من منطق تعاطينا مع المعلومة، التي نفترض عدم وجودها بشكل مكتوب، ونحاول دوماً الحصول عليها بشكل شفهي، من افراد لديهم الخبرة العملية فيها.

يبقى ان العديد من مؤسسات دولنا لديها طبعاً فرع للمعلومات، اظنه نسبياً منظم، وأرشيفه غير مهدد بالضياع، لكن معلوماته التي يجمعها هي عن مواطنيه لا من اجلهم، للأسف

عن الرحيل وشياطين اخرى

شيطانان يتحكمان بتحولاتنا، احدهما يدعى الطموح، والآخر الحب
حكاية الراعي والملك، لا فونتين

 اسابيع قبل رحيلي، كنت قد شبهت ما امر به بدخولي نفقاً مظلماً، أدرك ان نهايته ليست ببعيدة ولكن عتمته كانت قد بدأت تلفني. لماذا ارحل؟ لماذا ارحل والمدينة كلها ملكي، والاصدقاء كثر من حولي؟ لماذا اغادر احبائي، فأخسر حكمة كبيرهم، دلال صغيرتهم، و ما بينهما. عتمة ذلك النفق الذي اقطنه من شهر او اكثر، لا تمنع الرؤية. حنو الصديقات، مساعدتهم لي في تجميد غيابي عن هذه المدينه داخل صناديق من كرتون تنتظرني، كما فَعَلت سابقاً، في المبنى الذي فيه ولدت. حارة كاملة، ومنها أبو طلال، تبحث معي عن الصناديق تلك. رفاق احلم معهم بتغيير دنيانا. نهار اليف في حديقة اختي. رقص حتي الصباح في البار الذي ازوره في الحرب والسلم، قبل الرحيل وحال العودة، والذي منه سَئِمت. سهرتهم معي في الليلة الأخيرة على تلك الشرفة التي منها ارى بيروتي التي أحب: شرفاتٌ ساكنيها كُثر، مبانٍ تستعرض عمارة مئة عام او اكثر، رغبة بالتواصل والوصول عبر لاقط غير قانوني للانترنت، وقطعة، ولو صغيرة من سماء.

لماذا ارحل؟ اتساءل وانا امسح دمعتين او اكثر. من اي سماء يناديني شيطانك ايها الرحيل؟ اعرف ان بإمكاني التظاهر بلوم بيروت وحدودها التى تتكسر خطايَ دونها. ربما لو كانت مدينتي - التي اخترتُها طوعاً وزرعت لنفسي فيها فيئاً رغم عنصريتها - لو كانت اكثر عطفاً واوسع افقاً لما كررت الرحيل. بل ربما كانت شياطيني على وفاق. ربما، لكن اللعنة اصابتني من غير مكان، اللعنة بعضها في داخلي.. توق الى ما بعد.. مهما كان. رغبة بالمزيد.. رغبة تضيء الجانب الآخر من النفق الذي يرافقني منذ شهر. هناك سوف اكتب (بلغة غير لغتي)، هناك سوف اقرأ، هناك سأمتلك وقتي، هناك في كل زاوية جديد.

حين رحلت، ظننت أن النفق سوف ينقشع عني فجأة، كم تفعل الانفاق.. لكني ربما اخطأت التشبيه، فالضوء مازال خَجِلاً يتسلل على مهلٍ.

هنا، ربما اقرأ. هنا، احاول ان اكتب. المطر في الخارج، في دفء غرفة اليفة وان لم تكن غرفتي، افكر بأنني ربما وصلت. وربما، لو كنت انا من هنا، لما اخترت الرحيل الّا الى بيروت
 

Thought of the Day

I attended a lecture of a French philosopher who spoke for one and half hour:
I understood every word he said, but only a few sentences.

Quote of the Month - قول الشهر

المجتمع زى الرصيف..
وسخ ..
ولازم يتكنس
فيه ناس بتعرق ع الرغيف..
وفي ناس بتعرق م التنس

فؤاد قاعود

Encounters with the first fall of September Rain (Sketches)

Sketch 1: Somewhere in North California (based on Hollywoodian influences)

They are sitting on green grass. It is late in the afternoon, a breeze comes their way and interrupts their conversation. They don’t pay attention to the warning; their passion for ideas is as agitated as ocean winds.

Suddenly, it starts to rain heavily, as if buckets of water are pouring from the sky, and the quiet atmosphere in this small public space turns into a market bazaar: kids shouting & running towards safe structures with ceilings, teenagers singing and dancing with the drops, car engines & wheels scratching the ears of this sunny afternoon...

Her hair slowly became wet, and took the color of her eyes. She is beautiful. He is looking at her as if for the first time. It seems that autumn this time is bringing more than rain and dead leaves; a new sentiment...

Sketch 2: Somewhere in Lebanon (based on true story)

It is ten at night. They are tired after a long day of work & social obligations. They arrive at home, change their clothes, and decide to spend an hour watching a movie. It is an old Egyptian Black & White that is supposed to be one of the best Realistic Art movies ever made. The Couch seems ready to embrace this newly-married couple that is still inducing fresh stenches of love.. The movie is as good as the critics say, the new world has taken them away, their eyes seem to be hypnotized by an invented reality on a small TV box..

Suddenly, a loud noise of an explosion from the street brings them back to their own reality... In one second, many ideas mix (like a moulinex does to soup vegetables): is it political? Fights have started again? Who can do that? Al Qa3ida? 8th/14th of March? Israel?

The complete darkness in the room, along with the interruption of all electrically operated elements in the house gave them the refreshing & comforting answer: The Electric Cable feeding the building has exploded..

They went outside the balcony to check. They were received by small drops of water announcing the end of summer. It seems that the autumn not only takes the heat away, but the Electricity as well.. They lighted candles, and danced honoring the rain and their relation. They will not have Electricity for at least 3 days..

20 clues for a Riddle: Who am I?

Salam to All,
Muzna has invited me to join Hakaya. I will be publishing stories once a week on Saturdays.
I am very happy and nervous to share my stories. I am looking forward to your comments and opinion. Fianlly, Thank you Muzna, 3anjad, for giving me a chance to touch people somehow.

Here is the first one. It is a riddle. So try to guess...

20 clues for a Riddle: Who am I?

Like the Pyramids, I was made by special Men who defied nature’s ability to create beauty & volume.
I am an Engineering Concept that deserves to be considered along the New Wonders of the World. Vote for me on the Internet, not for Jeita Grotto.

Like the Arabian Nights, I am this magical place where everything is there.
I was not born out of Human Imagination, but rather Human hands, feet, mouth, & other elements… I am reality beyond Fiction.

I am the biggest Box of lost & found ever created.
I am the widest holder of secrets of cities & people.
I am a non-virtual Google search engine box.
I am the tallest History book.
I am a reference to Urban Anthropology.

I am a hill that doesn’t stop to grow.
I don’t need Tectonic activity from below.
I jazz up from the Sky.
And I am still going up high, until it snows
I will be the first Ski Slope that drops directly into the sea.

I don’t smell, I am organic.
I am a political mountain.
I am a mirror, a reflection of society.
I am a material manifestation of the Lebanese tribal constitution.
I was born in 1975. I was beefed up in 1982. I grew after the Taef accords. I am still spreading into the sea after the Doha accords.
I am the Trash Mountain of Sidon and I am 100% “Made in Lebanon”.

Abdul

This blog is changing - Whose stories should we be telling?

I am leaving the lovely city of Beirut. 
In a week's time, I will be on a plane to London where I will stay for a while to write too long of a document that might get me a "paper" of some sort (I think people call it a PhD). Meanwhile, I will do my best to continue with stories from there. But, lest the "Hakaya" loose their LebnesoPalestinian accent, my friend Abdul has accepted to allow some of his lovely stories to appear on this blog. I am so excited about reading more of his work (great stuff there that I am sure you will enjoy), but also to the possibilities that sharing this blog could open up. Would the stories change because two of us are publishing in the same space? Will we write less or more often? Will you guys visit this space more frequently? Will my mother stop commenting on this blog as if nobody but me is reading her words? All these remain to be answered.. but one question needs your creative juices now.. 

What should the blog's new name be?

It can no longer remain Muzna's Stories.. should it be "Muzna and Abdul's Stories", "Beirut Stories", "7akaya" (Arabic word meaning narrated stories as in the url)?  Obviously, my own creative juices are running low at the moment (I just came back from watching a football game, what do you guys expect?) so your help is quite urgently needed with name suggestions.. and of course, the sooner we change the name, the easier it is for me to pressure Abdul to publish something. 

Hope this proves to be a good transition.. and waiting for your suggestions...

The pumkin carriage

This lovely old Toyota in Hamra, which in the spring was a flower shop, has now transformed itself, and sells pumpkins. Wonder what it might have this winter, chestnuts maybe?




 

منازل معلقة

في الاعتصام
اعلام فلسطينية وخطب طويلة والكثير من الكوفيات

شبان يبحثون عن فتيات اقل احتشاماً من جاراتهم، ورجالٌ يزعجهم اعتلاء زميلاتهم للمنابر

صحفيون يتوقون لقصة لم يكتبوها بعد، ونساء يُتقنّ الرواية لأن الحكاية لم تكتمل

اطفال يجدون في الساحة التي تبعدهم عنها عزلة مخيماتهم، مداً فقدته ازقتهم

ممثلون عن الفصائل والاحزاب والمنظمات وما يكفي من المصورين، فالتوقيت صائب: نلتزم بدوام عملنا مدفوع الأجر

وربما، بعد الاعتصام؛ صورة لنا على الشاشات، منزل يعاد بنائه، وغد قد يكون لنا فيه مكان. في الاعتصام، جميعنا نستجدي الأمل


في البارد بيتي

آمال الناس في اعادة بناء بيوت لهم دمرتها حرب الجيش مع مسلحي فتح الاسلام عام ٢٠٠٧، يدمرها اليوم صمتنا وقبولنا بأن يبقى عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينين اللذين لهم علينا واجب حقوقي دون مسكن. شاركوا اليوم في اعتصام تضامني مع نهر البارد.. او زوروا مدونة نهر البارد للمزيد من المعلومات  

غزل في شارع الحمرا

بالعَتمة ناطر ما بتحكي
وحيد، حزين، ومعصََّب

عالبار، مع كاس الويسكي
بتقللي بعيونِك مُعجب

بحسّ، انا وحدي ما في غَيري
بتداوي قلبك المعذَب

"شعرِك، صوتِك، هزة خصرِك
عطرِك، غِنجِك، رنة كعبك"
بتتغزل فِيّ، ما بتتعب

دُم تك، دُم تك، دُم دُم تك تك..  
عتختك، ببيت مكركب..
***


شي ليلة بعد، بنفس البار
وحدَك بالعَتمة، والصبايا كتار
بتقللن عن شَعرُن، عن صَوتُن، عن غِنجُن..
عن قلبك المعذب

وعَيْنَك بتسرح.. علىِّ وعغيري
وبِدَينتي بتهمُس انك بتغار

بتحبني؟ طبعاً، متلي متل غيري
بقلبك محيّر، بأ**ك محتار
***


صراحة يا حُب؟

غزلك مكَرر
وحكيك مهرهر
وكل اللي بعدي بتحبن اكتر

غَزَلك مكَرر
وحُبَك مهرْهَرْ
وكل اللي قبلَك حَبيتُن اكتر

ونصيحة مني.. غَيّر هالبار


متاهات اخلاقية بيروتية

الأحد صباحاً. تمنعت عن مشاريع عدة، بحراً وجبلاً بسبب العمل المتراكم. على الرغم من حرارة ورطوبة صباح آب، انا في منزلي وفي نيتي العمل. انا في منزلي ولكن منزلي بدون كهرباء. ليس انقطاع الكهرباء في موعده وقد تعدى الثلاث ساعات التي اعتدناها. كما الأحد الفائت. بل كما الجمعة، السبت، والأحد الفائت - ثلاثة ايام دون مصعد (ومنزلي في الدور السادس)، دون ماء لأن مضخة الماء تحتاج للكهرباء لتصل الى الطوابق العلوية. دون كهرباء اي دون انترنت، وبطارية كمبيوتري المحمول قصيرة العمر. هذا منزلي، فما رأيكم حال صاحب الدكان في المبنى وبراده الممتلئ بالمثلاجات التي ان ذابت ذهبت بكل ارباح شهره؟

ذهبت الى المقهى القريب، حيث تربطني بالعاملين صداقة عمرها من عمر ساعات الكهرباء المفقودة في منزلي. في المقهى دفعت ثمن الكهرباء والانترنت عبر فنجان قهوة يفوق سعره سعر دزينة في منزلي. حين عدت الى المنزل حوالي السابعة مساءً، كانت الكهرباء قد تنعمت على بعض سكان المبنى دون غيرهم. السبب؟ علي ان اخوض هنا بواحد من آلاف مشاكل الكهرباء في لبنان: تغذي منطقتنا كما اغلب المناطق في لبنان، ٤ خطوط كهرباء (٣ حامي و١ بارد، ان اردتم التفاصيل). احد هذه الخطوط معطل اليوم (كما الأسبوع الماضي)، و صادف ان بيتي كما بيوت بعض الجيران متصل بالخط المعطل. لكن الحل بسيط، ما علي الا ان اطلب من احد "المطّلعين كهربائيا" ان يعيد وصل خط منزلي الى احد الخطوط العاملة. "سهلة"، كما قال ابو طلال:
مزنه: اوكي، بس ما بيعمل مشكلة هيدا الشي؟
ابو طلال: ابداً، غيرت الخط لباقي الجيران

مزنه: بس ما بيصير في ضغط على الخط اللي منعلق عليه، وبيرجع بيتعطل اسبوع الجاي؟

ابو طلال: يمكن، بس شو بدك تعملي، بتضلي بلا كهربا؟ بعدين هلق فرقت عخطك؟
فعلاً، "فرقت عخطي"؟ الليل ما زال في اوله، والعمل كما حر الليل دون مكيّف بانتظاري. هل يشكل قراري الفردي باحترام النظام فرقاً؟ هل ان التزمت ستتغير حال البلاد والعباد وان بعد عام عامين او عشرة؟ للعلم:

- جابي الكهرباء وصل الى بيتي اليوم. ودفعت له ١١٧ الف ليرة لبنانية، اي حوالي السبعين دولار امريكي، وانتظر فاتورة اكثر اهانة لجيبتي في اشهر الصيف الحارة التي اتنعم خلالها بالمكيف. وانا لم اتمنع يوماً عن دفع فاتورة الكهرباء -رغم كل مشاكلها وانقطاعها.
- لم اتأخر يوماً عن دفع الضريبة البلدية - وان كانت البلدية حفرت شارع منزلي ما لا يقل عن الأربع مرات في عام واحد، وورشات الاعمار في الحي تستمر باقلاق نهاراتي بضجتها، وشارع المنزل بالخراب الذي تسببه دون اي رادع "بلدي".
- لا اخالف القانون في قيادتي، فاحترم اشارة المرور، واتجاه السير - وان كانت السيارات تتخطاني، فابقى وحدي كما فيروز، "على مفرق" اشارة. وان كان ذاك الذي تخطى الاشارة الحمراء وصدم سياراتي بسيارته ذات الدفع الرباعي، يقود يومياً دون مخالفة وانا سيارتي تنتقل من ميكانيكي الى آخر منذ شهرين.
- لا ارمي النفايات في الشارع، ولا حتى اعقاب السجائر - وان كانت نفايات المدينة مجتمعة (وخاصة تلك التي تقيم في مكب صيدا) تذهب في رحلة بحرية كلما ضاقت بها السبل.
- اقاطع بضائع الشركات التي اعارضها اخلاقياً (ونستله من ضمنهم طبعاً)، وان كنت لا اعرف اين تستثمر البنوك اللبنانية اموالنا واذا كانت تدقق باخلاقية استثماراتها.

ادّعي اني مواطنه صالحة، قمت بواجبي الانتخابي نيابياً وبلدياً في كل انتخابات من ١٤ عاماً (وان بورقة بيضاء)، واشارك، بل انظم المظاهرات والتحركات في المناسبات المصيرية. لكن العمل وحر الليل بانتظاري.. هل علي ان اكون دون كيشوت في وكل لحظة و لكل قضية؟

الحل؟ تقنياً، على عاملي شركة الكهرباء فحص الخطوط في منطقتنا، لمعرفة اياها محمل فوق طاقته، واعادة توزيع الحمل لضمان عدم حصول اي اعطال أخرى. على الشركة ان تضمن لنا خدمة تصليح الخط المعطل ولو في ايام الإجازات والآحاد. وعلى المدى البعيد، على نوابنا الأعزاء، محاسبة الشركة، وسارقيها من سلطاتنا، على سوء حال الكهرباء في هذه الكيلومترات التي نقيم عليها. ونحن، علينا ان نحاسب نوابنا ومن يدعي تمثيلنا.. على الاقل على نظام الصيانه في شركة الكهرباء مثلاً، لكي نتمكن من التمنع عن العبث بغرف الكهرباء.

لمن ما زال يتسائل، انهزمت البارحة، وربح ابو طلال. وصلت الكهرباء في منزلي بالخط العامل وان مع بعض الغصة.
هزائم صغيرة وتنازلات صغيرة، لكن يومية. ولكتي فعلاً، وبدون ادنى شك، ما زلت احلم بمجتمع صحي، بسلطة تدير شؤوننا دون فساد، بالعدالة وحكم القانون، وبفلسطين حرة


Beirut, its patron and the dragon

Trying to dig into the stories Beirut is made of. At first, very little comes to mind but then starting the search and the questioning, it feels like I am entering a maze of interconnected stories.

I could talk about Abu el-Abd, the famous Beiruti character, but a quick internet search about him found me only the well known jokes and some photos of Ismail Haniya of Hamas, who also appears to be known as Abu el-Abd. Then the Phoenix came to mind (الفينيق او العنقاء), the mythical bird that dies in flames and is reborn from the ashes over and over again. I was intrigued by the fact that this myth had its roots in this part of the world, starting with its name, but was uncomfortable with the all too many similarities drawn between it and Beirut, the city that will also rise from its ashes. I personally couldn't justify why it had to burn itself every so often to start with.


So I eventually settled on one of the ancient myths which I would have thought we all knew; that of the dragon, and the city's savior, St. Georges (مار جريس) or, depending on your religious preferrence, Al-Khidr (الخضر) the "wali". Asking about that I get a huge mix of stories, about two characters that have a long list of achievements on their CVs. The common thing, is that both saved the city of Beirut by slaying the dragon that threatened it and its people. One version says that the dragon would come out every year and slay one of its girls, and that St. George al-Khidr responded in one of the years to the prayer of a particularly devout girl (and in other versions, the daughter of the city's governor) and slayed the dragon. It is this savior who is today Beirut's patron, usually referred to with the use of both names together as if they are are one "St. George Al-Khodr", or مار جريس الخضر.

We in Beirut would like to think of him as ours, and several references, mention particular seaside spaces as historically the dragon's hiding, nesting, or death space, though many of them are now unreachable. Check this out for example:

The 20-foot square well from which the dragon periodically arose stands on the northern edge of the city. Now it forms the center of a Muslim primary school playground, but it is paved over because the teachers were afraid the children would fall in. And the pupils are not told about the dragon lest they have nightmares. Next to the school lies the site of the slaying. The Crusaders built a chapel over the spot, but since 1661 it has alternated between chapel and mosque. Today, the yard-and-a-half thick walls that formed the tower support a modern minaret.

There are mosques and churches after his/their name all over the city, including the mosque in Carantina (which used to be a church) and the Greek Orthodox church in down town.

Yet each have their own story, Saint George, who some would say was born in Beirut, seems to be the patron of not only Beirut, but of Palestine, England, Greece, Moscow, and a dozen other places. He had a glamorous military career, and was tortured in failing attempts to force him out of Christianity. After various torture sessions, of which he was revived from apparent death three times, he was decapitated on April 23, the day on which he is celebrated today as a saint.

Al-Khidr on the other hand is also the good man (الرجل الصالح) who accompanied Prophet Moses and shared with him some of his wisdom (the Cave: 18:60 -18:82). The story is cited in the Koran without naming Al-Khidr, but the link between the good man and Al-Khidr is well entrenched in popular culture. A three part interesting exploration of what knowledge is and an invitation for us to "have patience in that of which we have not got a comprehensive knowledge", it is definitely worth a read (in Arabic and in English).

In Ahmad Kaabor's 80's song "Beirut ya Beirut", Al-Khidr is on the gates of the city marrying her off (Beirut is female by the way, for those who don't speak Arabic) - who the happy groom is though is up for interpretation. There is an old very well known Iraqi prayer in the name of Al-Khidr, now better known as the Kamil Prayer (دعاء كميل) which you could listen to tens of recordings of it here, and even get an English translation.

From that I am taken to myths yet to unfold, of hidden places that I wrote about before, of a city that once had seven gates, with seven layers under the ground since it was, like the Phoenix, destroyed and rebuilt seven times. A three fold city, like St. George's three-time resurrection, which you could all take part in weaving, in the upcoming three day performances of Zokak Theater Company and Lotos Collective, taking place in 3 secret locations in Beirut. You could join in disclosing each location if you meet at any of the below at 18:30 today 19/8 or 20/8 or 21/8.

• Long Beach Parking Area, Manara
• Barometre Pub (facing Khoury Hospital), Hamra
• Corner of Furn el Chebak & Sami Es Solh, (intersection)

.. and maybe then I might write about yet another Beirut story.

Twisting the arm of the garbage man

She was throwing the garbage out of the bag and into the street, the lady who works in the small shop next to my office. She is in her late fifties maybe, but her health is not at her best. She explained it to me when I made one of many facial expressions on which I have very little control:

- "He wouldn't pick my trash bag", she said. But wasn't she supposed to take it to the large container up on the corner, for the van to collect it not the poor guy who cleans the streets?

- "Yes, but its too far, and I am too old", She replied. That was a whole 100 meters away, by Lebanese standards it definitely requires a car.

- "That would teach him. If he doesn't want to take the whole bag, I will have him take it, off the streets, piece by piece!"

So, I continued my walk through a street full of her garbage, and the worker who gets a tiny wage, was coerced into work that is not his, by a women probably as oppressed as he is.


Graffiti by Arofish - http://arofish.blogspot.com/

Obscure Beirut

So turns out that there is are a few ancient enormous sewage pipes that run through Beirut, from its city center all the way to Manara, or somewhere close to the "Long Beach", "Sporting Club" and Nejmeh club’s stadium. The pipes I am told date back to the Ottoman period, and appear to be in good condition, though it is hard to understand why is it that they would have them extend all the way to Manara when this area was not really inhabited at the time. If you manage to find the entrance next to that small house between Sporting Club and Long Beach, you could actually walk through the pipes, of course if you can handle the humidity and cockroaches as well as other creatures that call the place home.

You could also save yourself the hassle of jumping through fences or diving from Sporting’s beach, and wait a few weeks, when these same pipes will be one of three locations in which live art performances will take place from 19 -21 August. The performances will be the result of a series of participatory workshops, for which Zoukak Theatre Company is collaborating with Lotos Collective, and working will local artists within the Triangulated City project.

Back to the pipes, I can’t but wonder how is that I’ve never heard of these before. All sort of weird ideas occur to me.. do they extend all the way to Ein El-Mreisseh, to the location where President Hariri was killed? Why has no one mentioned these during the investigations? And Rabih Jaber’s novel about an underground city in Beirut, where "other" Beirutis live; could that be based on a true story and not the work of his imagination?

Anybody else heard of the pipes?

ميزان

ثلاثة أطفال.
ثلاثة أطفال وعملان، احدهما صباحي، والآخر مسائي.
ثلاثة أطفال، عملان، وزوجة لم يعد يحبها.
ثلاثة أطفال، عملان، وزوجة، والعديد من العشيقات، لكن قلبه ملك لإحداهن فقط.

حبيببة واحدة.
حبيبة واحدة، وحين يتكلم عنها اوحتى حين يستحضر صورتها، ترتجف شفته السفلى، ويتعثر صوته.
حبيبة واحدة، لكن حضوره معها، كمجالسة أم لوحيدها يحتضر.
حبه لها يؤلمه ويؤلمها. حب محكوم بلانهائية الغرام، إن وئِد ولم يحظى - بتغير العشاق أو مرور الزمن - بنعمة الاحتضار.

في كفة الميزان، ثلاثة أطفال، عملان، وزوجة، والعديد من العشيقات، ومعهم تربية تقدس الحياة العائلية.
في الكفة الأخرى، حبيبة واحدة

Beirut Flower Shop

سلطان الباذنجان

يروى عن رجل من هذا الزمان، معيل أسرةٍ، وأب لطفلان. كان لصديقنا في شارع المرجان مكان، بيبع فيه ما لذ وطاب، لكن هواه كان للباذنجان. يشويه او يقليه ويطيبه برب الرمان. خلوقاً كريماً كان، فأحبه الناس وذاع سيطه على كل لسان.

الأمير لم يعجبه أن يكون لغيره السلطان. أمير القصر على التلة، الذي يجمع المال والأعوان، رغب بشراء الأرض التي تستضيف الدكان ليبني مكانه لزواره خان. لكن السلطان يقدر اعتياد الزبائن على الدكان بأغلى الأثمان، أما الأمير فيرى في الباذنجان تتفيهاً لشارع المرجان. فدار بينهما النزاع، وكل منهما على رأيه لا يحيد. الأمير يعرض المال على السلطان ويزيد، الذي بدوره يتمنع ولا يريد... حتى ليلة في آخر نيسان، وشارع المرجان فارغ الا من رجال امير الزمان.. اشتعلت بزاوية الدكان النيران، فكبرت وتعاظمت ولم تبق أى أثر او بيان. كبرت وتعاظمت بكبر أسى السلطان، الذي خسر ما ادخر للأولاد والأحفاد. كبرت وتعاظمت، بقدر غطرسة الأمير، الذي ضمن السيادة على البلاد والعباد.

الى خارج شارع المرجان انتقل السلطان، بعد ان نال تعويضاَ من الأمير السخي المعطاء صاحب الأيادي البيضاء، فتات ما جنى من ثروات في الخان. وعلق السلطان، باستقبال كل الزبائن والأخوان، صورة الأمير بإبتسامته العريضة وكرشه المهيبة، في زيارة تضامن ومواساة للدكان يتكرم بتذوق الباذنجان. علق الصورة وأعلن الولاء التام الأمير دون أي نقصان... وللولاء، الخوف أقوى ضمان

الحرب الأهلية.. في شارع الحمرا فقط

في ١٣ نيسان من كل عام، نستذكر حربنا الأهلية التي عايشناها ١٥ عاماً. السنة أخذت بعض الصور لجدران المدينة التي استذكرت معنا، وإن كنت ما وجدت التضامن إلا على جدران الحمرا.. هل شوارع الحمرا فعلاً وحدها التي تتذكر، وتنسى الحرب شوارع المدينة الأخرى؟

فنجان القاضي

تزدان الطريق من المنارة الى الى الروشة في مثل هذا العام بزهرة اعرف من أسمائها "فنجان القاضي" أو "ورد الحصان" .. لقد ازهرت ايضاً هذا العام، مع كل الامتنان لمساحات قليلة في بيروت مازالت تسمح لها بالظهور

ياسمينة

كان يملأه رجفة ذاك الصراخ. يشعر وكأن قلبه يرتعش داخل أضلعه كأغصان الياسمينة الرقيقة الرابضة في زاوية الشرفة. ما زال بإمكانه ان يستحضر هذا الشعور اليوم، فيعود طفلاً في الثامنة. هي اليوم مثلها، وكأنه، هو الهارب من ضجة منزل والديه، اختار إعادة تشكيل تلك العائلة في منزله الجديد. بل كأن العلاقات الزوجية، كالأمراض، نتناقلها بالوراثة.

لم يفهم يوماً القلق الساكن فيها، رغم انه ربما يعرفها أكثر من أي شخص. أمه التي يحب. امه المرحة اللاهية، التي تراقصه في ساعات المساء المبكر، وتشاركه ارتشافها لكوب النبيذ .. امه الجميلة، كما نجمات الأفلام الإسبانية، بالشعر الأسود الطويل واحمر الشفاه والكعب العالي. امه تلك التي يحب، كانت كأنها تخفي امرآةً أخرى في داخلها.. امرأة روحها على حافة بركان، يثور فيملأ زوايا المنزل، ويقطن في الوسائد والأسرة، في كوب الشاي ورائحة الخبز، في حمامه الساخن قبل النوم، وفي نعاسه، فيشد جسمه الصغير كوتر قيثارة باكية.

ربما تَعانُق الضوء في الزوايا يعيد تشكيل نفسه بالهيئة ذاتها مرة كل عشرين عاماً.. فيعيد للذاكرة مشاعرها.. فجر ذاك اليوم الخريفي.. وبكرهما ما زال في شهره الأول.. عاد اليه ذاك الاحساس.. كان صدى صوتها ما زال يطوف أرجاء المنزل وهو، في زاوية غرفه نومهما.. في آنٍ الطفل ابن الثامنة، والثلاثيني المتواري مع طفله اتقاء من بركان زوجته. عاد اليه الاحساس والطفل بين يديه مشدود كوتر قيثارة .. أراد أن يرحل معه وبه عن ذاك الخوف الساكن فيه.. بل ربما أراد له أن يعرف ام واحدة دون تلك التي تتقمصها..

أخذه الحلم، في رحلة الشمس الى مساحة أكثر واقعية.. على وقع انفاس طفله ونشيج زوجته من زاوية بعيدة.. أخذه حلمٌ انه ربما لم يزرع ياسمينة في هذا المنزل بعد

قط وزواج

لم تعد تحبه. لا تدري ان احبته يوماً. تدرك انها في زمن ما كانت تخافه. ربما سكن بينهما بعض من الحنان يوماً، ربما. واليوم، عقود بعد ارتباط حياتها بمزاجه، بات يذكرها بقطها الأسود المرقط. يجلس في زاوية منزل لهما، مستكين ضعيف، كثير الطلبات، فيمنحها سلطة التذمر. كيف كان وكيف اصبح! كيف كانا وكيف اصبحت!

قبل ان تغادر منزل اهلها، تلك المرة الأخيرة النهائية التي رسمت معالم حياتها، سكن قطٌ فناء المنزل. رغبتها في التقرب من القط امتزجت برهبة منه. رهبة لم تكن تظهرها. بقيت لسنوات تلاعبه وفي داخلها رعب تقمعه خجلاً. حتى ذلك المساء..

الشمس كانت تغادر سماء خريفية، والقط قابع مستكين في زاوية الفناء، فقد اعماه حجر رماه احد اشقياء الحي. قابع مستكين كان، والنمل يُولم على عينيه. مستكين كان، لا احتجاج يصدر منه ولا حتى مواء. بلى، ربما استغاثة خافتة اختارت اغفالها. رغبت ان توبخه.. لكن شعورها باحتقاره كان اقوى. رغبت ان تساعده.. لكن جاذبية غياب الرهبة منه كانت اقوى. دام الغروب دهراً، كأن الشمس، مثلها تتردد في المغادرة.

كيف كانا وكيف اصبحت!
كيف كان وكيف اصبح! بات يذكرها بقطها الأسود المرقط

كعكة الجزر والمشاع الإبداعي

عندي من امي دفتر صغير بخط انيق، ممتلئ بخبرة ٣٠ عاماً على الأقل، قدم لي دون اي مقابل .. ودفترها، المزين بالطحين والزيت، ممتلئ بوصفات استعملت مئات المرات

وعندي خط ساخن، مفتوح دوماً للاتصال بأختي، او زوجة عمي العزيزة.. كلما فكرت بتحضير طبق من الطعام فيه من التعقيد القليل مما يفوق شوربة العدس..

ومنهن، وغيرهن من الأحبة والصديقات، علب بلاستيكية امتلأت يوماً بالكثير من الحنان، اعيدها (وقد لا اعيدها) فارغة..

الى الأمهات اللواتي يملكن وصفات الطعام السحرية تلك، الناجحة دوماً...
الأمهات اللواتي ان زرناهن في اي وقت وجدنا وجبة تدفئ قلوبنا..
الأمهات اللواتي يهبن خبرة راكمنها عبر سنين، برحابة صدر ودون اي مقابل .. لا بتحضير الطعام فقط، بل بالفن والطب وعلم الاجتماع ايضاً.. فتصبح بذلك عمومية، ومفتوحة المصدر .. يعني
open source and with no copyright restrictions, not even attribution

والأمهات القادرات، في يوم واحد، على تحضير وجبة الطعام تلك، تدريس اطفالهن، تحضير رسالة الماجستير، تنظيم اعتصام لمناصرة الامهات في غزة، اعداد التقارير الاجتماعية او السياسية، والعمل بدوام كامل ...

اليهن، شكراً لكن على كل الوصفات والوجبات التي وهبتموها لي.. وماما، شكر خاص على وصفة كعكة الجزر

وأيضاً ... نهر البارد

مرة أخرى نعود الى مخيم نهر البارد.. قاعدة بحرية يقرها مجلس الوزراء اللبناني، ومازال المخيم مدمر، وأهله مهجرون. فيما يلي نص الرسالة التي ارسلها اهالي نهر البارد الى رئاسة المجلس ووزرائه

رسالة موجهة من أهالي مخيم نهر البارد الى مجلس الوزراء اللبناني
مخيم نهر البارد في 23 كانون الثاني 2009

نحن أهالي مخيم نهر البارد المدَمر، نتوجه إليكم معترضين بشدة على قرار مجلس الوزراء اللبناني الأخير بتاريخ 16 كانون الثاني 2009 لإقامة قاعدة بحرية على شاطئ مخيم نهر البارد وعلى قراراتكم السابقة بإنشاء قاعدة عسكريةـ برية في منطقة نهر البارد.
هل يخفى عليكم أن الأرض التي وافقتم سابقاً على إقامة قاعدة عسكرية عليها، تقع إلى جانب مدارس “الأونروا” الابتدائية والتكميلية؟ وأن قطعة الأرض نفسها كانت ملعباً لكرة القدم - المتنفس الوحيد للرياضة في المخيم والجوار- بالإضافة إلى وجودها بين الأحياء السكنية؟
وهل تعلمون أن إحدى الأراضي المطروحة لإقامة القاعدة البحرية كانت تحتوي - قبل المعركة مع فتح الإسلام - على صالتي أفراح وأعراس وهي بمثابة متنفس هام لأهلنا وجيراننا وإخواننا في المحمرة وبحنين والعبدة وسهل عكار حيث كنا نحتفل سويا و كان ذلك مثالاً للعيش المشترك؟
هل لنا أن نفهم وبعد أن دُمرت بيوتنا، وخسرنا كل أملاكنا في أحداث ومعارك لا ذنب لنا فيها، لماذا تجري عملية مكافأتنا بهذه المراكز العسكرية؟
هل هدف الإعمار إستبدال مواقع الأفراح واللعب والحياة الكريمة بقواعد بحرية وعسكرية؟
كيف تريدون لنا أن نفسر كأهالي مخيم نهر البارد المدمر وبعد حرماننا من العودة إلى ديارنا بأربعين يوماً بعد معركة دامت ثلاثة شهور، أن نعود أخيراً لنكتشف أن ما تبقى من بيوتنا قد سرق أو نهب أو حرق؟
وعلى الرغم من الشعارات القائلة بعودة سلطة القانون، لا نرى أي ملاحقة قانونية أو محاسبة لمرتكبي تلك الجرائم التي تمت عندما كان الجيش اللبناني هو المسؤول عن تلك البيوت، إن الأمن لا يتحقق من خلال ثكنات عسكرية وبحرية وبرية ومكاتب للجيش والأمن الداخلي بغياب القانون والحقوق والشفافية.
وقد طالبتمونا - خلال وبعد الحرب - الشراكة بالمسؤولية، التي كانت لنا المساهمة الكبيرة بإخلاء بيوتنا لفتح المجال أمام الجيش ليؤدي واجبه. لماذا يحاصر مخيمنا بالجدران الإسمنتية والأسلاك الشائكة ولا يسمح لنا بالدخول أو الخروج إلا من خلال حواجز عسكرية وتصاريح وأذونات دخول يجب الحصول عليها من مراكز الإستخبارات للجيش اللبناني؟ ولماذا لا يسمح للإعلام بالدخول إلى المخيم؟
أتعلمون يا دولة الرئيس ويا السادة الوزراء، أنه بسبب هذا الطوق المفروض على المخيم قد خسرنا كل الحركة التجارية وتقطعت علاقاتنا مع الجوار اللبناني والذي كان مثالاً حقيقياً للعيش المشترك. فلا بائع ولا مشترٍ من الجوار اللبناني، لأنه يواجه مهانة الإنتظار وإضاعة الوقت على حواجزالجيش القائمة على أبواب المخيم أو الذهاب إلى مراكز المخابرات للحصول على تصريح دخول. لذا لا فائدة من المساعدات الإقتصادية الضئيلة للتجار من الدول المانحة لأن الحركة الإقتصادية مشلولة بسبب الإجرا ءات الأمنية المعقدة.
هل تعلمون يا دولة الرئيس حقيقةً أنه وحتى الآن وبعد 17 شهرا من إنتهاء المعركة ليس هناك آلية لإعادة إعمار الثلاثمائة مبنى في المخيم الجديد بسبب القانون الظالم الذي يمنع إمتلاك الفلسطيني لأرض أو شقة في لبنان؟ بأنه لا يسمح لنا حتى اليوم، العودة إلى بيوتنا الواقعة بمحاذاة المخيم القديم؟
كما وأننا نبدي إعتراضنا على تقديم حضرتكم لطلب تمويل مشروع تحت عنوان الإدارة (governance) قيمته 5 ملايين دولار” لشرطة مجتمعية” من الأمن الداخلي كجزء من مشروع إعادة إعمار المخيم وذلك من دون علمنا وبدون موافقتنا ( كما ورد في المشروع المقدم في مؤتمر فيينا).
دولة رئيس مجلس الوزراء والسادة في مجلس الوزراء ، أنتم الداعمون والداعوون ضد حصار غزة والحرب المجنونة التي شنت عليها، لماذا لا تدعمون وتساندون هذا الشعب في لبنان بمنحه: حياة كريمة دون قيود عسكرية وقوانين تمنع العمل وتمنع التملك وحتى تمنع ميراث العقارات لأولادنا.
لقد صدقنا أننا شركاء ورفضنا تصديق نظرية المؤامرة التي تقول بأن تدمير المخيم هو لإنشاء قواعد بحرية وبرية وعسكرية. ولكن لا نستطيع إلا أن نقرأ الحالة والصورة الكاملة التي ترسم أمامنا بواقعها السلبي والصعب والغير إنساني والمهين الذي نعيشه.
دعونا نعتبر وبعد أن عبرنا عن رأينا وواقعنا وعن الظروف التي تفرض علينا والتي لم تعد تطاق، بأن دولتكم الآن على علم بها.
لذا نتمنى من حضرتكم مراجعة وضع هذا المخيم المنكوب وإزالة كل المظاهر العسكرية. وتسهيلاً لحركة الناس والجوار وعودة الحياة الطبيعية المدنية إلى سابق عهدها نتمنى عليكم إزالة الأسلاك الشائكة والحواجز وإلغاء التصاريح.
ونرجو منكم إعادة النظر بمضمون القرارات التي صدرت بالنسبة لمخيم نهر البارد وخاصة بعد تدميره والأيام العصيبة التي تمر على الفلسطينيين جميعاً – ونناشدكم أن تكون القواعد العسكرية/البحرية في مكان بعيد عن المدارس والأحياء السكنية الفلسطينية واللبنانية

غزة - خريطة كثافة القصف والضحايا، ٢٧\١٢ - ١٨\١\٢٠٠٩

Mothers in Lebanon - الأمهات في لبنان يعزين أمهات غزة

الأمهات في لبنان يعزين أمهات غزة

قدّمن المواساة والعزاء لأمهات وعائلات غزة

مع أطفالكنّ

مع شموعكنّ

مع يافطاتكنّ

باللباس الأسود

تضامنّ مع أخواتكنّ في غزة

المكان: كورنيش رملة البيضاء

الزمان: يوم الأحد 18 كانون الثاني، 5 - 7 مساءً

- منى، لبنى، ريما، رملة، مزنة، مها، ربى، أمال، هبة، ألين، نجوى، صونيا...

-----------------------------------------------------------------------

Mothers in Lebanon:

Join us to offer your Support and Condolences

to the mourning mothers and families in Gaza

Come with Your Children

Hold a Candle

Make a Banner

Wear Black

Take a Stand

Place: Ramlet Al-Bayda Corniche

Date: Sunday 18 January, 5 - 7 PM

Aline, Lubna, Maha, Muna, Ramla, Ruba, Rima, Najwa, Hibah, Amal, Muzna, Sonya
Drawing courtesy of http://mazenkerblog.blogspot.com/

شارون وفلسطين الجديدة

عندما تنتهي حربنا هذه، وبعد بضع من سنين، حين نعود دولة واحدة، اسمها فلسطين، يعيش فيها الفلسطينيون العرب، واليهود ممن يرغب، جنباً الى جنب، ماذا سنفعل بشارون الذي ما زال في غيبوبته؟

السؤال ربما يبدو صعباً، ولكن دعوني اوضح ما أظنه من المسلمات:
١. سوف تنتهي الحرب على غزة، ربما بعد الكثير من الألم، وما زال في غزة مقاومة ومقاومين.
٢. بعد سنين ليست بالكثيرة، سوف تدرك حكومة اسرائيل، ان لا طائل من صراعها مع الفلسطينين (وربما خلال تلك السنين توقع المزيد من معاهدات السلام، او تشن حروباً جديدة، ولكنها ستبقى قلقة خائفة، ولن تنتصر).
٣. حين تُطرح خيارات الممكن، مع ما تبقى من تلك الحكومة الاسرائيلية، سندرك جميعاً ان لا خيار سوى بدولة واحدة، ديمقراطية تضمنا جميعنا؛ فلسطينيو الداخل والخارج واليهود الذين حملوا يوماً جنسية اسرائيلية،
لأن الفلسطينيين بعد ان ظُلموا لسنين لن يعيدوا تكرار الظلم على المدنيين اليهود. الدولة تلك ستسمى فلسطين، اولا لأن الفلسطينين في تلك الدولة الديمقراطية يشكلون غالبية، وثانياً لأن الوعي الأخلاقي لدى اليهود الباقين، كما في العالم، لن يسمح لهم حتى بالرغبة في اعادة ما يسمى اسرائيل
٤. اما عن مجرمي الحرب، ولأننا جميعاً تعلمنا من تجربة جنوب افريقيا ومن تجربة لبنان (بحسناتهما وسيئاتهما)، سنحاكم المجرمين، لا رغبة في الإنتقام (ولذلك لن تصدر محاكم الحرب احكاماً بالاعدام او التعذيب) بل لإيضاح حقيقة ما حصل، وبناء ثقافة في بلادنا الجديدة لا تتسامح مع العنصرية والاستعمار، ولكن تتطلع الى مستقبل تتعايش فيه مع نفسها.

طبعاً هناك العديد من الأسئلة التي لم نجب عليها بعد؛ ما هو نظامنا الإقتصادي؟ كيف نعيد تنظيم ملكية الأراضي والمنازل بين العائدين من اللاجئين ومن ظنوا انهم ملكوها من الإسرائيليين؟ كيف نعيد ترتيب النظام التربوي خاصة فيما يتعلق بلغة التدريس وكتاب التاريخ؟ ماذ نفعل بالمستوطنات، او لنقل تلك المباني التي مثلت سلطة الاستعمار؟ والعديد العديد من الأسئلة..

لكن سؤالي الآن، ماذا سنفعل بشارون، الذي انهى عامه الثالث في الغيبوية منذ ايام، وربما يكون حينها مازال في تلك الغيبوبة؟ لأننا بلاد عادلة، لا يمكننا الحكم عليه، تسعينياً عجوزاً، دون اعطائه الحق في الدفاع عن نفسه. ولكننا ندرك انه مجرم حرب، فهل نوقف الأجهزه عنه؟ وان ابقينا على الأجهزه التي تضمن له الاستمرار بالحياة، من سيدفع مصاريف المستشفى، وهل نقتطعها من خزينة الدولة الجديدة؟ ربما تعرض علينا دولة غربية نقله اليها، فهل نرضى؟


او ربما يستفيق من غيبوبته حينها، فيصله خبر فلسطين الجديدة وتقتله سكتة قلبية

In Gaza as in South Lebanon

Those of us who have lived the 2006 summer Israeli war on Lebanon, claim that we would understand more that any others what the Gazans are going through today. We make that claim, but to tell you the truth, I really don't know. Like most others with a Lebanese passport, I have never been to Gaza, and the few Gazans I know told me very little.

Feryal and Salah, where are you and what are you doing right now? I can't even imagine. Are you taking or offering refuge with/for friends & family? Are you having heated political discussions through long bomb ridden insomniac nights? are you struggling for news of your loved ones and cursing the world and its leaders for allowing this to happen? Are you working on some sort of relief or media effort that might make things better? Are you safe and your houses still standing to start with?

I have nothing to share then guys. We are trying here to reach out and stop the attack you are under. We know it is way too difficult but we really are doing as much as we can, and soon enough, these efforts will produce something. Yet, if worth anything maybe I should share one recent revelation. I was rereading some of my posts on this blog from that dark summer, where I was asking what would ever restore the massive destruction in our spaces and spirits? I thought then, that I and my friends were no longer the enthusiastic spirited women of the "before the war times". When I reread it a few months back, I realized how strong our spirits really were; the Israeli attack didn't break us.. we have managed to put things together (though it did take us some time) and we still are as enthusiastic, as spirited and as resistant. I trust that you guys share an even stronger spirit, and will wait for your emails, at the end of this attack, when despite it all, you will be able to tell us in Lebanon and the world that you too have made it through.

on Hamra street