حاولت عاملة بنغلادشية التخلص مما تعانيه، عبر الهروب اوالانتحار من الطابق الرابع من مبنى سنتر الريحاني في كورنيش المزرعة اليوم الجمعة ۱ تموز حوالي الساعة العاشرة صباحا. فيما يلي وصف لما رأته وسمعته صديقة كانت في المحيط:
"من مكان عملي على الطابق الخامس من المبنى نفسه، سمعت ضجيجا وأصواتا قادمة من الشارع. ذهبت إلى النافذة لمعرفة ما يجري، ورأيت عدداً كبيراً من الرجال يقفون على الرصيف ينظرون ويشيرون الى فوق. لاحظت بعد ذلك أن امرأة ملقاة على نافذة الطابق الأدنى، ساقها خارجاً، تبكي وتصيح.
لم يفوت بعض الرجال المتفرجون الفرصة للـ "منيكة" العنصرية الفوقية، فصرخ لها البعض "يللا نطي"، "نطي نطي يللا شو ناطرة"، وآخر تجرأ على ان يشير لها بيديه انه يريد الصعود إليها ثم تلاها بتلك الحركة اليدوية الذكورية التي تعني "بدي أعملك واحد"، "بدي نيكك".
مع وصول الدرك ورجال الأمن والاطفائية، صعد ناطور المبنى مع بعض رجال الشرطة الى المكتب في الطابق الرابع حيث يمكنهم الوصول الى النافذة حيث المرأة وأخذوها.
مع وصول الدرك ورجال الأمن والاطفائية، صعد ناطور المبنى مع بعض رجال الشرطة الى المكتب في الطابق الرابع حيث يمكنهم الوصول الى النافذة حيث المرأة وأخذوها.
نزلت الى الطابع الرابع للاطمئنان عليها فوجدتها مذعورة، محاطة برجال الشرطة، تشهق بالبكاء. فهي لا تعرف كلمة واحدة باللغة العربية أو الإنكليزية. حاولت التواصل معها، ولكن رجل في لباس مدني اعترضني وسألني إذا كنت أعرفها ولماذا أتحدث إليها. قلت: "لماذا ، هل تعرفها أنت؟" ، فجاوب لا ، فقلت له "اذن لا تتدخل"... في اللحظة التي نطقت بها هذه الكلمات الأخيرة، تذكرته! تذكرت وجهه وعرفته! فهو الرجل ذاته من فرع المعلومات الذي أوقفني مرةً في وقتٍ متأخر من الليل مع صديقاتي، وحقق معنا!
... على كل حال. أمسك رجال الشرطة بالمرأة البنغلادشية باتجاه المصعد، ولكن قبل مغادرتهم أصريّت معرفة الى أين يقتادونها (على الرغم من أنهم كانوا يتجنبوني ويطلبون مني التراجع). ادّعيت بأنني أعمل لصالح منظمة لحقوق الإنسان، فأخبروني أنهم سوف يأخذوها الى مخفر البسطة.
... على كل حال. أمسك رجال الشرطة بالمرأة البنغلادشية باتجاه المصعد، ولكن قبل مغادرتهم أصريّت معرفة الى أين يقتادونها (على الرغم من أنهم كانوا يتجنبوني ويطلبون مني التراجع). ادّعيت بأنني أعمل لصالح منظمة لحقوق الإنسان، فأخبروني أنهم سوف يأخذوها الى مخفر البسطة.
بعد نقاش مع ناطور المبنى (الذي لم يتردد ان يصرح مثلاً أنّ "هولي نوعهم مجانين، بيعملوها ، بينتحروا") ، اكتشفت أنه تم حجزها (مع أخريات) في غرفة مكتب "بلالكو لإستقدام الخادمات" الواقع على الطابق الرابع من المبنى. نافذة مكتب بلالكو كالسجن، لها قضبان حديدية حتى لا تتمكن "الخادمة" من الهروب.
ولكن هذه المرأة البنغالية تمكنت من الهروب من باب مكتب بلالكو (عندما فُتح المكتب صباحاً) إلى المكتب المجاور وخرجت من النافذة هناك، ومشت على الحافة الخارجية للمبنى حتى وصلت إلى نافذة تطل على الشارع الرئيسي. عندها لاحظها المارة وتم الإتصال بالشرطة.
تم تبليغ علي فخري العامل ضمن مجموعة "حركة مناهضة العنصرية"، الذي توجه مباشرةً إلى مخفر البسطة. كانوا في المخفر يحققون معها ، في حضور صاحب مكتب "بلالكو". سُمح لـ علي أن يكون حاضرا في جلسة التحقيق على افتراض انه يمثل القنصلية البنغلادشية! عند اكتشافهم انه لم يكن من القنصلية، طلبوا منه الخروج - وثم أجروا تحقيقاً معه! المهم، أصر علي أن يتم استدعاء طبيب للتأكد أنها بخير، وأن يتم نقلها أمام قاض وأن لا تُسلّم مرة أخرى إلى رب عملها الذي الشعر بالاحباط لانه سيضطر على دفع رسوم ۳۰۰ دولار للفحص الطبي. ولم يكن لديها مترجم رسمي والمترجم الذي كان متواجداً معهم في المخفر هو عامل بنغالي من محطة الوقود بالقرب من المخفر. طلب علي مترجم رسمي، ودعا القنصلية البنغلادشية الى التدخل فحُول إلى الأشخاص المسؤولين عن مثل هذه الحالات.
كما تبيّن، كانت الفتاة تحاول الهرب من مكتب "استقدام الخادمات"، والسبب هو انها تريد العودة إلى بلدها. سوف تقوم القنصلية بمعالجة هذه القضية بإرسال ممثل إلى مخفر الشرطة للتأكد من ان كل شيء يجري على ما يرام.
على الأقل نعرف الآن انها لن تعود الى مكتب "استقدام الخادمات" وهذا يعني أنها آمنة نسبياً."
مواقع ومجموعات عمل دفاعاً عن حقوق العمال والعاملات الأجانب في لبنان
www.mwtaskforcewordpress.com
www.AntiRacismMovement.blogspot.com
www.twenty-four-7.org
www.nasawiya.org
www.hrw.org/ar
7 comments:
بلالكو هو نموذج لـ"بلالكات" تظهر بصور متعددة، وكلها تعبير عن قمع داخلي. يوم نصبح نحن أحرارا وإنسانيين لن تري تلك القصة تحدث، من يحبس ايا كان بهذه الطريقة ينفس عن عبودية في داخله... والتخلص من هذه العبودية في الداخل هو ما نحن بحاجة لمعالجته
بلانكو هو وضعية تعذيب في السجون اللبنانية والعربية. بلانكو في السجن وبلانكو في البيت، وبلانكو في الصبح وبلانكو في المسا
أحمد الظفيري
السيدة البنجلاديشية كانت تحاول الهرب من بلاكو وليس من بلالكو فقط.أعتقد أنه يجب علينا النظر في أننا عنصريون دون تحديد الهوية التي نستهدفها بعنصريتنا,فنحن نبتكر العنصرية حتى مع من حولنا أو من هم من نفس هويتنا
اوافقك الرأي يا احمد، "بلاكو" يتعدى مكتب واحد لاستقدام العاملات الأجنبيات، ويتعدى اللون.. وعنصريتنا متفشية، وان كنت اظن العاملات الأجنبيات في لبنان وبعض البلدانالعربية الأخرى يتلقين سوء معاملة أشد .. للونهم، فقرهم، وكونهم نساء، ولا يتوفر لهم اي شكل من اشكال الحماية
Very interesting post
Post a Comment