صديقي اسماعيل

البارحة صباحاً، يوم الخميس ١٨\٩ تم اعتقال صديقي اسماعيل.. على حاجز للجيش اللبناني في منطقة العبدة وهو في طريقه لاجتماع في مخيم نهر البارد. اسماعيل، الناشط الدؤوب بمصداقيته وأفكاره المثالية  ما زال سجيناً، وقد تمت احالته الى المحكمة العسكرية .. صديقي اسماعيل لم يخرق القانون.. بل كتب في مقال نشر في صحيفة السفير منذ ثلاثة اشهر (لقرائة المقال) عن مهزلة ما يجري في مخيم نهر البارد، الذي ما زال، ثلاث سنوات بعد تدميره، ركاماً: 
وليست المشكلة بنقص التمويل أو بوجود تحديات تقنيةأبدابل ان أساس المشكلة يكمن في السياسة التي تتبعها الدولة اللبنانية إزاء المخيم، وذلك على كل مستويات الدولة: التنفيذية منها والتشريعية والعسكرية الموكلة بملف الإعمار، بما في ذلك الوزارات والدوائر الحكومية واللجان والمسؤولون والقيادات والمستشارون
ثلاث سنوات مضت وليس هناك ما أعيد إعماره باستثناء أعمدة وأسقف الطوابق الأولى لثلاثين مبنى من أصل 1900 مبنى. والإعمار «الجاري» معطل ومؤجل ومؤَخَر بسبب «باقة» من القوانين والإجراءات والتعقيدات والبيروقراطيات الشائكة. في غضون ذلك، تنْفُذْ معونات الأونروا المخصصة كبدل إيجارات لثلاثين ألف نازح ما زالوا ينتظرون حتى اللحظة إعادة إعمار بيوتهم. كما يستمر منع أهالي المخيم من الدخول إليه ومن إعمار منازلهم بأنفسهم، أو حتى من نصب خيم فوق أراضي بيوتهم. وهم أيضا ممنوعون، بسبب الحصار الأمني والعسكري القائم منذ ثلاث سنوات حول المخيم وفي محيطه، من ممارسة أعمالهم وتجارتهم وأي شكل من أشكال حياتهم اليومية بشكلهاالطبيعي
صديقي اسماعيل يحاكم غداً، بسبب تعبيره عن رأيه، ربما املاً ان تسكته، وتسكتنا جميعاً من بعده، سلطة الترهيب. هي تلك السلطة من جديد، التي تهددنا بحرب اهلية، او بانفجار هنا او هناك، او باغتيال سياسي، او زيارة مخابراتية. هي السلطة ذاتها، مهما كان المسؤول عنها. هي السلطة التي اعلم انها لن تنتصر غداً.

1 comment:

Muzna said...

Check out the related article in today's al-Akhbar- http://www.al-akhbar.com/ar/node/202919