سلطان الباذنجان

يروى عن رجل من هذا الزمان، معيل أسرةٍ، وأب لطفلان. كان لصديقنا في شارع المرجان مكان، بيبع فيه ما لذ وطاب، لكن هواه كان للباذنجان. يشويه او يقليه ويطيبه برب الرمان. خلوقاً كريماً كان، فأحبه الناس وذاع سيطه على كل لسان.

الأمير لم يعجبه أن يكون لغيره السلطان. أمير القصر على التلة، الذي يجمع المال والأعوان، رغب بشراء الأرض التي تستضيف الدكان ليبني مكانه لزواره خان. لكن السلطان يقدر اعتياد الزبائن على الدكان بأغلى الأثمان، أما الأمير فيرى في الباذنجان تتفيهاً لشارع المرجان. فدار بينهما النزاع، وكل منهما على رأيه لا يحيد. الأمير يعرض المال على السلطان ويزيد، الذي بدوره يتمنع ولا يريد... حتى ليلة في آخر نيسان، وشارع المرجان فارغ الا من رجال امير الزمان.. اشتعلت بزاوية الدكان النيران، فكبرت وتعاظمت ولم تبق أى أثر او بيان. كبرت وتعاظمت بكبر أسى السلطان، الذي خسر ما ادخر للأولاد والأحفاد. كبرت وتعاظمت، بقدر غطرسة الأمير، الذي ضمن السيادة على البلاد والعباد.

الى خارج شارع المرجان انتقل السلطان، بعد ان نال تعويضاَ من الأمير السخي المعطاء صاحب الأيادي البيضاء، فتات ما جنى من ثروات في الخان. وعلق السلطان، باستقبال كل الزبائن والأخوان، صورة الأمير بإبتسامته العريضة وكرشه المهيبة، في زيارة تضامن ومواساة للدكان يتكرم بتذوق الباذنجان. علق الصورة وأعلن الولاء التام الأمير دون أي نقصان... وللولاء، الخوف أقوى ضمان

2 comments:

Anonymous said...

ممتاز

غسان

Jamal said...

....عشتم وعاش