لم تعد تحبه. لا تدري ان احبته يوماً. تدرك انها في زمن ما كانت تخافه. ربما سكن بينهما بعض من الحنان يوماً، ربما. واليوم، عقود بعد ارتباط حياتها بمزاجه، بات يذكرها بقطها الأسود المرقط. يجلس في زاوية منزل لهما، مستكين ضعيف، كثير الطلبات، فيمنحها سلطة التذمر. كيف كان وكيف اصبح! كيف كانا وكيف اصبحت!
قبل ان تغادر منزل اهلها، تلك المرة الأخيرة النهائية التي رسمت معالم حياتها، سكن قطٌ فناء المنزل. رغبتها في التقرب من القط امتزجت برهبة منه. رهبة لم تكن تظهرها. بقيت لسنوات تلاعبه وفي داخلها رعب تقمعه خجلاً. حتى ذلك المساء..
الشمس كانت تغادر سماء خريفية، والقط قابع مستكين في زاوية الفناء، فقد اعماه حجر رماه احد اشقياء الحي. قابع مستكين كان، والنمل يُولم على عينيه. مستكين كان، لا احتجاج يصدر منه ولا حتى مواء. بلى، ربما استغاثة خافتة اختارت اغفالها. رغبت ان توبخه.. لكن شعورها باحتقاره كان اقوى. رغبت ان تساعده.. لكن جاذبية غياب الرهبة منه كانت اقوى. دام الغروب دهراً، كأن الشمس، مثلها تتردد في المغادرة.
كيف كانا وكيف اصبحت! كيف كان وكيف اصبح! بات يذكرها بقطها الأسود المرقط
قبل ان تغادر منزل اهلها، تلك المرة الأخيرة النهائية التي رسمت معالم حياتها، سكن قطٌ فناء المنزل. رغبتها في التقرب من القط امتزجت برهبة منه. رهبة لم تكن تظهرها. بقيت لسنوات تلاعبه وفي داخلها رعب تقمعه خجلاً. حتى ذلك المساء..
الشمس كانت تغادر سماء خريفية، والقط قابع مستكين في زاوية الفناء، فقد اعماه حجر رماه احد اشقياء الحي. قابع مستكين كان، والنمل يُولم على عينيه. مستكين كان، لا احتجاج يصدر منه ولا حتى مواء. بلى، ربما استغاثة خافتة اختارت اغفالها. رغبت ان توبخه.. لكن شعورها باحتقاره كان اقوى. رغبت ان تساعده.. لكن جاذبية غياب الرهبة منه كانت اقوى. دام الغروب دهراً، كأن الشمس، مثلها تتردد في المغادرة.
كيف كانا وكيف اصبحت! كيف كان وكيف اصبح! بات يذكرها بقطها الأسود المرقط